لا يوجد إنسان أكثر حكمة من الذي لديه الخبرة.

لقد رأينا مرارًا وتكرارًا في بلدنا أن "ثقافة الجار" و"لن يحدث لي ذلك" و"أنا الأرخص" لا تقود دائمًا إلى الطريق الصحيح. قصة حقيقية: شابان ناجحان للغاية، يتمتعان بخبرة في مجال الأعمال، ومعرفة أولية بالعقارات، وطموح كبير. بدأ الصديقان العمل بحماس على المشروع الأول، فالمستقبل يبدو واعدًا، وهناك بالفعل العديد من المشاريع الأخرى قيد التنفيذ. طرحا مناقصة مقاول، وحصلا على تقرير "صفر" يأملان الالتزام بالأرقام الواردة فيه. قدم المقاول الأول عرضًا أعلى من السعر المطلوب بنسبة 50%. قدم المقاول الثاني عرضًا أعلى من السعر المطلوب بنسبة 45%. قدم المقاول الثالث عرضًا أعلى من السعر المطلوب بنسبة 42%. كاد الرابع أن يحصل على تقرير "صفر"! شعر الشابان بالرضا، فقد وجدا أرخص عرض، وهو ما يتوافق مع خططهما في تقرير "صفر".
دون الخوض في التفاصيل، تبدأ المشاكل بعد ستة أشهر. ولكن كما ذكرنا، الرجلان صاعدان، وهما من أروع ما يكون. يجدان نفسيهما يُنهيان المشروع بخسارة ملايين الدولارات، وبكثير من الفتيات... في المشروع التالي، استعانا بمهندس مُقرّب، لأنهما أدركا أن "الأرخص يا أخي" هو "الأغلى يا أخي"، وتعلما أنه في الحياة، كما في الحياة، "لا وجود للخبرة"، وأن وجود محترفين أكفاء يُرافقونك طوال الطريق يُكلّفك المال، ولكنه يُوفّر عليك المال.